فصل: تفسير الآيات (9- 10):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير التستري



.تفسير الآية رقم (14):

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)}
قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [14] قال: أي فاز وسعد من اتقى اللّه في السر والعلانية.

.تفسير الآية رقم (16):

{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (16)}
قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا} [16] قال: ما ينبغي للمؤمن أن يكون في الدنيا إلا كمثل رجل ركب خشبة في البحر، وهو يقول: يا رب يا رب، لعل أن ينجيه منها، وما من عبد مؤمن زهد في الدنيا إلا وكّل اللّه به ملكا حكيما يغرس في قلبه أنواع الحكم، كما يغرس أهل الدنيا في بساتينهم من طرف الأشجار، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الغاشية:

.تفسير الآيات (2- 3):

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (2) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (3)}
قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ} [2] أي ذليلة، لأن اللّه تعالى أمرها أن تخشع وتذل وتفتقر إليه في الدنيا، فلم تفعل، فأذلها في الآخرة بالذلة الباقية.
قوله تعالى: {عامِلَةٌ ناصِبَةٌ} [3] أي عاملة في الدنيا بأنواع البدع والضلالات، ناصبة في الآخرة بالعذاب في الدركات.

.تفسير الآية رقم (5):

{تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5)}
{تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} [5] أي من عين صديد قد تناهى حرها كما قال: «حميم» أي قد بلغ في الحر منتهاه.

.تفسير الآيات (8- 9):

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (8) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (9)}
قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ} [8] أي نعمة وكرامة. {لِسَعْيِها راضِيَةٌ} [9] في الآخرة.

.تفسير الآيات (12- 13):

{فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (12) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13)}
قوله تعالى: {فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ} [12] أي مطردة في عين أخدود. {فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ} [13] يعني الفرش مرفوعة، على كل سرير سبعون فراشا، كل فراش في ارتفاع غرفة من غرف الدنيا. قال سهل: ذكر اللّه تعالى هذه النعم ليرغبهم فيها، ويحذرهم عقوبته على قدر سلطانه، وكرامته على قدر عظيم شأنه وسلطانه، فلم ينجع ذلك في قلوب كفار مكة فذكر قدرته كي يعتبروا.

.تفسير الآية رقم (17):

{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)}
فقال تعالى: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [17] وهو في الباطن أمر للمؤمنين بالتذلل والافتقار إليه، فقال: انظروا إلى الإبل كيف خلقت، مع خلقتها وقوتها كيف تنقاد لصبي يقودها فلا يكون لها تحير ولا لها دونها اختيار، فلا تعجز أن تكون لربك كالإبل لصاحبها، ولهذا قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم: «كن لربك كالجمل الأنف»، يعني المطاوع، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الفجر:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 3):

{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)}
قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ} [1] قال: ظاهرها الفجر الصبح.
{وَلَيالٍ عَشْرٍ} [2] قال: يعني عشر ذي الحجة وهي الأيام المعلومات.
{وَالشَّفْعِ} [3] آدم وحواء وقيل جميع ما خلق اللّه من الأضداد، الليل والنهار والنور والظلمة والموت والحياة.

.تفسير الآيات (3- 4):

{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (4)}
{وَالْوَتْرِ} [3] هو اللّه تعالى.
{وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ} [4] ليلة الجمع تذهب بما فيها قال: باطنها والفجر محمد صلّى اللّه عليه وسلّم منه تفجرت أنوار الإيمان وأنوار الطاعات وأنوار الكونين.
{وَلَيالٍ عَشْرٍ} [2] العشرة من أصحابه الذين شهد لهم بالجنة. {وَالشَّفْعِ} [3] الفرض والسنة. {وَالْوَتْرِ} [3] نية الإخلاص للّه تعالى في الطاعات دون رؤية غيره فيهان.
{وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ} [4] أمته وذلك السواد الأعظم كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «ليلة أسري بي رأيت سوادا عظيما ما بين السماء والأرض فقلت: ما هذا السواد يا جبريل؟ قال: هذه أمتك ولك سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، لم تكلمهم الخطايا، ولم يدنسوا بالدنيا لا يعرفون إلا اللّه»، فأقسم اللّه به وبأصحابه وبأمته.

.تفسير الآيات (14- 16):

{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (14) فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (16)}
وجواب القسم: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ} [14] يعني طريق الكل عليه يجازيهم بأعمالهم فأما سالم أو غيره يقول: يجعل رصدا من الملائكة على جسر جهنم معهم الحسك يسألون الخلق عن الفرائض.
{فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} [15] قال: يعني بعض المؤمنين إذا اختبره ربه بالنعمة {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} [15] بما أعطاني من السعة والرزق وذلك له استدراج واغترار. وقد قال الحسن رضي اللّه عنه: لا يزال العبد بخير ما علم ما الذي يفسد عمله. ومنهم من يزين له ما هو فيه ومنهم من تغلبه الشهوة.
{وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} [16] أي قتر عليه رزقه. {فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ} [16] بالفقر، يقول اللّه: كلا لم أبتله بالغنى لكرامته، ولم أبتله بالفقر لهوانه علي.
ولقد حكي أن فتح الموصلي رجع إلى أهله بعد صلاة العتمة وكان صائما فقال: عشوني فقال: ما عندنا شيء نعشيك به: قال: فما لكم جلوس في الظلمة؟ قالوا: ما عندنا زيت نسرج به.
قال: فقعد يبكي من الفرح إلى الصباح وقال: إلهي مثلي يترك بلا عشاء بلا سراج، بأي يد كانت مني يا مولاي.

.تفسير الآيات (27- 30):

{يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)}
قوله تعالى: {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [27] قال: هذا خطاب لنفس الروح الذي به حياة نفس الطبع والمطمئنة المصدقة بثواب اللّه وعقابه.
{ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ} [28] بطريق الآخرة {راضِيَةً} [28] عن اللّه باللّه {مَرْضِيَّةً} [28] عنها لسكونها إلى اللّه عزّ وجلّ.
{فَادْخُلِي فِي عِبادِي} [29] أي في جملة أوليائي الذين هم عبادي حقا {وَادْخُلِي جَنَّتِي} [30] قال سهل: الجنة جنتان: أحدهما الجنة نفسها، والأخرى حياة بحياة وبقاء ببقاء.
كما روي في الخبر: يقول الملائكة للمنفردين يوم القيامة: امضوا إلى منازلكم في الجنة، فيقولون: ما الجنة عندنا، وإنما انفردنا لمعنى منه إلينا، لا نريد سواه حياة طيبة.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها البلد:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 4):

{لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4)}
قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ} [1] قال: يعني مكة. {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ} [2] يعني يوم فتح مكة جعلناها لك حلالا تقتل فيها من شئت من الكفار كما قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار»، فأقسم اللّه تعالى بمكة لحلول نبيه فيها إعزازا له وإذلالا لأعدائه.
{وَوالِدٍ وَما وَلَدَ} [3] قال: الوالد: آدم، وما ولد: محمد صلّى اللّه عليه وسلّم. {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ} [4] أي في مشقة وشدة. قال: الكبد الانتصاب، أي لقد خلقناه في بطن أنه منتصبا. كما قال مجاهد: إن الولد يكون في بطن أمه منتصبا كانتصاب الأم، وملك موكل به، إذا أضجعت الأم رفع رأسه، ولو لا ذلك لغرق في الدم.

.تفسير الآيات (10- 11):

{وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11)}
قوله تعالى: {وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ} [10] قال: بيّنّا له طريق الخير ليتبعه، وطريق الشر ليجتنبه، كما قال: {إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} [الإنسان: 3]. وقيل: يعني التدبير.
قوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} [11] قال: أي فهلا جاوز الصراط والعقبة دونها، وفي الباطن عقبتان، إحداهما: الذنوب التي اجترحها، يعني بين يديه كالجبل يجاوزها بعتق رقبة، أو إطعام في يوم ذي مجاعة وشدة مسكينا قد لزق بالتراب من الجهد والفاقة، ويتيما بينه وبينه قرابة، والعقبة الأخرى: المعرفة لا يقدر العارف عليها إلا بحول اللّه وقوته على عتق رقبة نفسه عن الهوى.

.تفسير الآيات (14- 15):

{أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (15)}
{أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} [14] ضرورة الإيمان قواما، لا ظلما وطغيانا بلذة نفس الطبع.
{يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ} [15] فاليتيم هاهنا القلب، طعامه الوفاء، والمسكين العارف المتحير، فطعامه ألطافه ذا مقربة عند اللّه وعند الخلق {ذا مَتْرَبَةٍ} [16].

.تفسير الآيات (17- 18):

{ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (18)}
قوله تعالى: {وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [17] قال: يعني بالصبر على أمر اللّه، والتراحم بين الخلق.
وقد سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما الإسلام؟ فقال: «الصبر والسماح». فقيل: ما الإيمان؟ فقال: «طيب الكلام وإطعام الطعام». قال سهل: وأطيب الكلام ذكر اللّه تعالى.
{أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ} [18] قال: يعني الميامنين على أنفسهم من أهوال ذلك اليوم، لا يحسون بدونه، كما كانوا في الدنيا حياة بحياة، وأزلية بأزلية، وسرا بسر.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الشمس:

.تفسير الآيات (3- 4):

{وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (4)}
قوله تعالى: {وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها} [3] قال: يعني نور الإيمان يجلي ظلمة الجهل، ويطفئ لهيب النار.
{وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها} [4] قال: يعني الذنوب والإصرار عليها يغشى نور الإيمان، فلا يشرق في القلب، ولا يظهر أثره على الصفات، كما قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «إن الهوى والشهوة يغلبان العلم والعقل» والبيان، لسابق القدرة من اللّه عزّ وجلّ.

.تفسير الآيات (9- 10):

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10)}
قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها} [9] قال: أفلح من رزق النظر في أمر معاده.
{وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها} [10] قال: خسرت نفس أغواها اللّه عزّ وجلّ، فلم تنظر في أمر معاده.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الليل:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ